مقالات دكر فيها حمام السيفيانوس المغربي
علاقتي بالحمام بصفة عامة تمتد جدورها إلى غاية سنة 1975 وأنا ابن العشر سنوات اشتريت حمامة عادية بلدية بدرهم واحد .من تم كان الشرارة الأولى التي أشعلت حب الحمام في قلبي .. فامتلأ بعد ذلك السطح بالحمام مما ضاقت به العائلة درعا. وأرغموني على التخلص منه لكني رفضت بشدة.. ثم احتالوا علي وأرسلونى أيام عطلة الصيف في سفر. لكي يستفردوا بالحمام فذبحوه جميعا ولم ينجو منه إلا ذكر واحد. كان ذكيا لايمكن أن تمسكه ولو ليلا.. ولما عدت من سفري أخبروني بالواقعة وأن الحمام الذي كان في السطح أصبح في الثلاجة..فاشتد غضبي وأخرجت الحمام المذبوح من الثلاجة وحملته بعيدا وقمت بدفنه في إحدى الغابات المجاورة لنا.فمن شدتي تعلقي بالحمام حرمت على نفسي و أهلي أكله..ثم عدت إلى المنزل وكلي عزم و إصرار على إعادة الحمام واشتريت أنثى للذكر الناجي الوحيد من مجزرة الطفولة..
لايفوتني هنا أن أنصح بعد أن أصبحت أبا يا أيها الآباء والأمهات لا تحرموا أبناءكم من تربية الحيوانات بل صاحبوهم وأطروهم..
و لما بلغت من العمر 18 عشر سنة شد انتباهي حمام الزينة فاقتنيت عدة أنواع منه. وخصوصا حمام السيفيانوس والنفاخ.وتخصصت فيه لمدة من الزمن ..وكنت أقتني الحمام الزاجل لرعاية صغار السيفيانوس والنفاخ..
وذات مرة تطوعت لأشارك في سباق للحمام الزاجل بحمامة واحدة .مع مجموعة من الأصدقاء آنذاك فجمعنا الحمام في الكارطون وأرسلناه في حافة الركاب مع أحد المتطوعين..إلى نقطة السباق.وكان حكم السباق ينتظرنا بالمقهى لإحضار الأرقام السرية فكنت ثالث الحاضرين وأحرزت على الرتبة الثالثة في أول مشاركة لي وبدون إحداثيات وسط عدد كبير من المشاركين المتمرسين.فكانت هذه هي نقطة التحول الأولى إلى عالم الزاجل وهي أول تجربة لقحتني بعدوى الحمام الزاجل وذلك سنة
1988 ميلادية للزاجل وهجرية لأنواع الحمام الأخرى...
كانت البداية بذكر من الحمام برتغالي وأخر فرنسي وبعض الحمام المغربي - فمن السهل أن تشتري الزاجل آنذاك ولكن من الصعب أن تجد الجيد منه -.. بدأت قصة سلالة المحاريق أو الدفلية الداكنة اللون..حققت بهذا الحمام ألقابا جيدة في كل المواسم والمسافات.. وإذا عثرت على حمام زاجل تثق به فلا تفرط فيه أبدا. من هنا جاءت فكرة ضخ دماء جديدة في شرايين حمام مجرب ..فاقتنيت أصولا أخرى كان أفضلها بعد أن تمت تجربته بنجاح. الكتريس – والدلبار حينها أضفتهم إلى ماعندي من الحمام المحاريق..الذي حقق لي عدة نتائج مرضية في السباقات ..و إذا أردت أن تفهم حقيقة الزاجل فلا تستهن بنتائجه واحتفظ دائما بالفائز من حمامك في مركز الصيانة فإن صنته صانك وإن خنته خانك..
وحين تطورت هذه الرياضة بفضل مجهودات أهلها وبدأ الحمام الزاجل المعرف وبوثائقه ..بديكري.. يلج إلى المغرب اقتنيت من عند أخي الكريم يوسف يوزكان أصولا جديدة أثبت جدارتها وحققت نتائج طيبة.. تم بعد ذلك ضخ دماءها في سلالة المحاريق : المحاريق كاتريس ديلبار + بلاك جيو . المحاريق كاتريس ديلبار + كيفرس + أنتر بالوما ..المحاريق كاتريس ديلبار +كيب + الهاكنس... المهم هوالحفاظ على الأصول الثابثة مع تليقيحها بعناية شديدة وتجربة فريدة بأصول جديدة لتحقق نتائج جديدة وماتوفيقي إلا بالله عز وجل..
2013 كتبه : سعيد العيسات
تعليقات
إرسال تعليق