التبعية المستمرة في تربية الحمام



يشكل معرض حمام السيفيانوس المغربي الأصيل بمدينة بني ملال لهذه السنة خطوة جديدة من خطوات ان لم نقل قفزة من القفزات التي عرفتها تربية حمام السيفيانوس المغربي الأصيل بالمغرب، فبعد كل من المعرضَيْن الوطنيين بمدينة بني ملال والرباط للسنة الماضية، يأتي معرض هذه السنة ليُتم ، ولا لِيختم ما تم بناؤه عبر مراحل من الزمن، حيث عرفت تربية حمام السيفيانوس الانتقال من مرحلة العشوائية والتبعية لمرحلة التأطير والتنظيم ، والشاهد هو عدد ما دُكر من المعارض ثم عدد ما تم تأسيسه من جمعيات وشراكات خاصة بهذا الحمام، ثم عدد الصفحات الفايسبوكية للتعريف والمساهمة في التأطير وشرح مواصفات حمام السفيانوس وشرح ما يمكن أن يشتبه معه من حمام آخر.

و إن كان ما تحقق يبعث على الارتياح ، يجب أن لا ننسى التشويش الوهمي الذي يقع، في الوقت الذي تسعى فيه الجمعيات لتحقيق ما دُكر أعلاه يسعى البعض الآخر من حين لآخر ان يطل علينا بأسطوانة باتت مُملة مشروخة مليئة بالخدوش يستعصٰى قراءتها حتى على اصاحبها، وهنا يجب الا ننسى أن كل محاولة لفك الارتباط والتبعية بجهة معينة لابد أن تجد المستفيد من الوضع القائم يقاوم لبقاء الوضع على ماهو عليه. وفي نفس الإطار ولو بشكل أكبر نشاهد ونعاين في الفترة الأخيرة تصدي المملكة المغربية لمحاولة ابقائها تحت وصاية الغير ، حيث شاهدنا مع وقع مع المانيا، وقبلها سويسرا وبعدهما اسبانيا وحاليا فرنسا حتى أصبحت المملكة المغربية مضربا للمثل .

ونحن نسمع قبل أقل من يومين الرئيس النجيري المنتخب حديثا وهو أمام جمهور غفير من انصاره ، يعدهم انه سيجعل نجيريا مثل أمة المغرب كما لا ننسى كلمة الرئيس الفرنسي قبل يوم من الان بمناسبة زيارته لدول غرب افريقيا حين قال ان افريقيا لم تعد تابعة لفرنسا وانه انتهى زمن فرنسا في افريقيا. 

هذا ولا شك يبعث على الاعتزاز والفخر وبالقدر نفسه يبعث على الاشمئزاز وأنت ترى بعض المشوشين يصرون على البقاء تابعين لاسبانيا على مستوى تربية الحمام رغم ان زمن التبعية بالنسبة للمغرب قد ولى بغير رجعة، وهو بلا شك اختيار استراتيجي للدولة المغربية. وهنا استحضر واقعة أحد "الحركيين" بالجزائر فبعد خروج فرنسا من الجزائر بدأ بعض الممثلين والمخرجين السنمائيين يمثلون لمرحلة الاستعمار الفرنسي للجزائر وأثناء تمثيل لإحدى لقطات الجنود الفرنسيين يلبسون زيّاً فرنسيا ... صاح أحد الحركيين " عاشت فرنسا عاشت فرنسا كنت أعلم انكم ستعودون للجزائر" وكما أن فرنسا لم تعد، فإن لا أحد يستطيع وقف ما أُنجز لصالح حمام السيفيانوس كحمام مغربي، وإنه لمن البلادة والغباء أن تعتقد أنه بإمكان منشورات البعض البئيسة المملة أن تعرقل مسار حمام  السيفيانوس ، فالفرق شاسع بين من يعمل في الواقع وبين من يعمل في المواقع  .

والواقع وحده يشهد ويبين من يطل بئيسا يائسا لوقف هذه النهضة  التي عرفها حمام السيفيانوس او على الاقل اخمادها.




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ثورة السيفيانوس

سيفيانوس دم قديم دم جديد !

بعض مواصفات الرأس وهالة العين لحمام السيفيانوس