السيفيانوس و لفعل: سلالات حمام مغربية تُجسد التميز المحلي

 بسم الله الرحمن الرحيم 

السيفيانوس و لفعل: سلالات حمام مغربية تُجسد التميز المحلي 🇲🇦


في عالم تربية الحمام، يمتلك المغرب إرثًا غنيًا لا يقل عن ما لدى الدول الرائدة في هذا المجال. ومن أبرز ما نفخر به كمغاربة، وجود سلالتين محليتين تم تطويرهما وتثبيت معاييرهما هنا في المغرب: حمام السيفيانوس وحمام لفعل.


حمام السيفيانوس هو سلالة مغربية أصيلة عُرفت وتم تطوير معاييرها في مدن عتيقة كـ سلا وبني ملال ومدن أخرى ذات باع طويل في تربية الحمام، حيث عمل مربون مغاربة بعناية على اختيار أفضل الأفراد وتثبيت صفات جمالية وسلوكية دقيقة، مما جعل من السيفيانوس سلالة قائمة بذاتها، متفردة في شكلها وطابعها.


أما حمام لفعل، فقد عُرف واشتهر في مدينة مراكش، ويُعد من أقوى أنواع الحمام الطيار في المغرب. تم تطويره بطريقة منهجية تعتمد على الاختيار الوراثي عبر أجيال، حتى صار علامة مميزة للطيران الاحترافي في سماء المغرب.


ومن المهم أن نُوضح الفرق بين الحمام الحر، أي الذي خلقه الله تعالى كما هو، دون تدخل بشري في شكله أو نمطه، وبين إنتاج سلالة جديدة يتم عبر انتقاء وتزويج أفراد بعينها لإبراز خصائص معينة. هذا ليس تغييرًا في خلق الله، بل تطوير طبيعي يتم ضمن ما سُمح به علميًا وشرعيًا، كما يفعل المزارعون مع البذور أو المربون مع الخيول.


ما قام به المربون المغاربة مع السيفيانوس ولفعل هو بالضبط ما قامت به دول أوروبية في تطوير سلالاتها، بل وأكثر فخرًا حين نعلم أن الحمام الأوروبي ذاته استفاد كثيرًا من أصول عربية وشمال إفريقية، مثل الغزار المصري قصير المنقار الذي لعب دورًا في تطوير سلالات شهيرة خصوصا عند الإسبان.


من هنا، ندعو كل مغربي ومغربية إلى الاعتزاز بسلالاتنا المحلية، وتشجيع الحفاظ عليها، وضمان استمراريتها عبر التربية المسؤولة والواعية. السيفيانوس ولفعل ليسا مجرد حمام… إنهما إرث مغربي حيّ، وشاهد على براعة المربين المغاربة واهتمامهم بالتفرد والهوية.


                         " كتبه عثمان لوفت القراصنة "




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيفيانوس دم قديم دم جديد !

ثورة السيفيانوس

بعض مميزات وعيوب حمام السيفيانوس المغربي الأصيل